هل انشقاق القمر من علامات الساعة ؟

🕌 بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، يقول الله عز وجل:

{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ}

[سورة القمر: 1-2]

وقعت هذه المعجزة العظيمة في مكة المكرمة قبل الهجرة النبوية، عندما طلب كفار قريش من النبي صلى الله عليه وسلم آية تدل على صدق نبوته. فأشار النبي الكريم إلى القمر، فانشق نصفين: نصف ظهر من وراء جبل حراء، ونصف من الجهة الأخرى، حتى رآه أهل مكة جميعاً بأعينهم.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه،  أن أهل مكة طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم آية تدل على صدقه، فأراهم انشقاق القمر.

"انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شقتين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اشهدوا"

[رواه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه]

وفي رواية أخرى عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:

"انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين، فرقة فوق الجبل وفرقة دونه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشهدوا"

[رواه البخاري ومسلم]

ويؤكد الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره أن هذه المعجزة "آية عظيمة لا يقدر عليها إلا الله، وقد رآها أهل مكة عياناً، ولم ينكرها منهم أحد، وإنما قالوا سحر، كما أخبر الله عنهم".

وقعت هذه المعجزة العظيمة في مكة المكرمة، المدينة المقدسة التي شهدت مولد النبي صلى الله عليه وسلم ونشأته. وقد رآها أهل مكة جميعاً، المؤمنون والكافرون على حد سواء. وكان انشقاق القمر واضحاً جلياً، حيث ظهر جزء منه من وراء جبل حراء والجزء الآخر من الجهة المقابلة.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، يقول الله عز وجل:

{وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ}

[سورة القمر: 2]

🎓 الإمام النووي رحمه الله:

"انشقاق القمر معجزة ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد تواترت بها الأخبار، وأجمع عليها المسلمون، وهي مذكورة في القرآن الكريم".

📚 الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله:

"وقد أجمع المفسرون على أن انشقاق القمر قد وقع في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه كان آية له، وأن قوله تعالى: {وانشق القمر} إخبار عن وقوعه في الماضي".

🔍 الإجابة القاطعة

1. الدليل القرآني: نص القرآن الكريم صريح في قوله تعالى: "وانشق القمر"
2. الأحاديث المتواترة: رواها البخاري ومسلم وغيرهما من أئمة الحديث
3. إجماع العلماء: أجمع علماء أهل السنة والجماعة على وقوعها
4. شهادة العيان: شهدها أهل مكة جميعاً، المؤمنون والكافرون
5. عدم الإنكار: لم ينكر أحد من أهل مكة وقوع الحادثة، وإنما اتهموا النبي بالسحر

إن معجزة انشقاق القمر تُعد من أعظم المعجزات التي أيد الله بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهي علامة من علامات الساعة الصغرى التي وقعت فعلاً في مكة المكرمة. هذه المعجزة العظيمة تدل على صدق النبوة المحمدية، وتؤكد قدرة الله المطلقة في تسخير الكون لتأييد رسله.

وعلى المسلم أن يؤمن بهذه المعجزة إيماناً جازماً، كما آمن بها الصحابة رضوان الله عليهم، وكما أجمع عليها علماء الأمة عبر القرون. فهي ثابتة بالقرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة وإجماع الأمة.

🤲 اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

والحمد لله رب العالمين